أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إكرام يوسف - عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم















المزيد.....

عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 08:42
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ليس لدي شك في أنه قد نما إلى علم سيادتكم أن ثورة اندلعت في البلاد أطاحت برموز حكم طاغية، عاث في الوطن فسادا واستبدادا طيلة ثلاثين عاما. وتعلمون سيادتكم ـ بالتأكيد ـ أن هذه الثورة التي توليتم الوزارة بفضلها، دفع فيها شعبنا ثمنا غاليا من دماء أطهر أبنائه، حظيت بانبهار العالم، وجعلت رئيس القوة العظمى يتمنى لو أن شباب بلاده تعلموا من الشباب المصري. ولابد أيضا أن سيادتكم تعلمون أن من أهم شعارات هذه الثورة : الحرية والكرامة الإنسانية، وهما القيمتان اللتان أهدرتا في عهد المخلوع. وكان لإهدارهما أثره المقيت في تدهور مستوى التعليم في بلادنا، مع حرص أزلام النظام الساقط على تلقين أبنائنا قيم النفاق والممالأة، وإهدار حرية الرأي والتعبير، والقدرة على التفكير المستقل.
ولكن يبدو أن بعض رجال وزارتكم، من فلول عهد المخلوع، لم يصدقوا بعد أن هذا العهد انتهى بلا عودة، وربما أدمن البعض أخلاق العبيد التي حققوا بها بضع مكاسب رخيصة. ومن الواضح أن تطهيرا جذريا صار مطلوبا لإعادة هيكلة وزارة يفترض أن تكون أولى مهامها إعادة بناء الإنسان المصري، عبر تربية النشء والعمل على تكوين الشخصية المستقلة لجيل سوف يتولى قريبا إدارة شئون دولة القانون والديمقراطية التي تليق بشعبنا الثائر.
فمنذ إيام، فاجأتنا صديقة أكاديمية ومثقفة، وهي في نفس الوقت أم لأبناء في المرحلة الإعدادية، تحرص على تنمية شخصياتهم، وتنشئتهم تنشئة سوية، بحيرتها أمام ما يتردد عن أسئلة وردت في امتحانت هذا العام، لاتختلف عما جرى عليه الحال في عهد المخلوع، من نفاق رخيص للسلطة الحاكمة. فمن سؤال النحو في امتحان اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي بالشرقية الذي يقول "تمر البلاد بمرحلة انتخابية ناجحة... وفي المقابل شاهدنا الثوار، بل المفسدين يدمرون تاريخ البلاد، حيث أحرقوا مجمع البحث العلمي." هكذا! الثوار بل المفسدين! وبجرأة بالغة يثبت السيد واضع الامتحان على الثوار تهمة الإفساد والحرق! إلى سؤال التعبير الإجباري في امتحان الصف الثانى الاعدادى أيضا بمدرسة القنايات الاعدادية بنين بالشرقية: "اكتب برقية تهنئة لحزب الحرية والعدالة لحصوله على المركز الاول فى انتخابات مجلس الشعب." بينما كان موضوع التعبير الثاني: " ثورة 25 يناير حدث غير التاريخ تحدث عن عيوبها ومميزاتها"( لاحظ عيوبها قبل مميزاتها!).. وذكرت الصديقة أن ابنتها الصغيرة وهي تراجع معها هذا الامتحان قالت لها ببراءة، لم تلوثها أجهزة نفاق العهد الساقط "وهل حكم الثوار البلاد حتى نذكر عيوب الثورة؟"
وقد أحسن السيد محافظ الشرقية الدكتور عزازي علي عزازي صنعا، بإحالة واضعي هذه الأسئلة للتحقيق ومجازاتهم. لكن المشكلة لا تتعلق بالسيد المحافظ ـ الزميل السابق في جريدة العربي، وأحد أبناء الحركة الطلابية في السبعينيات الذين لم يتوقفوا عن النضال والحلم بالثورة منذ ثلاثة عقود ـ وإنما تتعلق ببعض رجال وزارتكم الذين تشربوا ثقافة ممالأة الحاكم، ويريدون أن يجرعوها لأبنائنا.
ولم يقتصر الأمر على محافظة الشرقية، فكان سؤال التعبير الإجباري في إمتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادى، بإدارة الهرم التعليمية : "أكتب برقية لرجال القوات المسلحة تشكرهم فيها على الحفاظ على الوطن "! فيما يتضح معه أن البعض أدمنوا مداهنة الحكام والتطبيل لهم، مهما تبدلوا.
وإذا بالصديقة الحريصة على تربية أبنائها على قيم الصدق واحترام الذات، تواجه موقفا لا تتمناه أم لنفسها أمام أبنائها، وهي تخشى أن يواجه أبناؤها في الامتحان سؤالا مماثلا. فهل تنصح الأبناء بالتزام ما عودتهم عليه منذ نعومة أظفارهم من قول الصدق مهما كان الثمن، وهي تجازف هنا بأن تضيع عليهم درجات الأسئلة الإجبارية، أم تطلب منهم مجاراة التيار وكتابة ما لا يؤمنون به من أجل الحصول على الدرجات؟
كانت الصديقة تسأل، ونحن موقنون من أنها حددت إجابة سؤالها بالفعل، فأخلاقها، وتمسكها بمبادئ آمنت بها وربت أبناءها عليها، لن تجعلها تقبل أن يمارس أبناؤها رذيلة النفاق مهما كانت الخسارة. لكن الأمر أثار القلق عما سيكون عليه حال عشرات الآلاف من الأبناء الذين ربما لا يكون من حظهم وجود أم على هذا القدر من التعليم أو الثقافة، أو الوعي؟
هل تتذكر يا سيادة الوزير واقعة مماثلة كانت بطلتها قبل نحو ست سنوات آلاء فرج مجاهد، الطالبة بمدرسة شربين الثانوية للبنات؟ التي اتهمت في موضوع التعبير الولايات المتحدة بأنها "السبب في المشكلات الاقتصادية التي تمر بها مصر والعديد من الدول العربية وذلك لأنها تدعم الأنظمة الفاسدة ولا يهمها مصلحة الشعوب".. وهل تتذكر سيادتكم كيف كان هلع مصحح الامتحان الذي تصرف كمخبر، هرول لوشاية بالطفلة إلى رئيس اللجنة ثم صار الوشاة سلسلة من العسس في ثوب مربين أفاضل وصلت حتى وكيل الوزارة الذي قام بدوره المباحثي في إبلاغ السلطات الأمنية، وبعد تحقيقات مكارثية، صدر الحكم برسوب الطفلة وحرمانها من دخول الامتحان في العام التالي؟
أين آلاء الآن يا سيادة الوزير؟ لا شك أنها عروس في العشرين من عمرها، رافعة الرأس تعتد بنفسها وتفخر بها أسرتها وتتشرف. وأين مخبرو وزارتكم بداية من مصحح الامتحان حتى السيد وكل الوزارة؟ بل أين المخلوع وأزلام نظامه الذين حولوا بعض المنتمين زورا إلى مهنة المعلم إلى خدم، ولاعقي أحذية، حريصين على امتهان شرف مهنتهم طلبا لرضائه؟
ياسيادة الوزير، لا شك أنك تعلم أن النهوض بالتعليم أول سبل الخروج من عصر سادت فيه ثقافة فساد أرساها المخلوع ونظامه بهدف تحويل الشعب إلى عبيد أذلة خانعين، لا يحترمون العلم ولا التفكير ولا يحترمون أنفسهم.. لكن الله أحبط تدبيره عندما نفض المصريون عنهم غبار عهده البغيض. وبلدنا بحاجة لجيل جديد ينشأ على حرية الرأي والتعبير، والكرامة والاعتداد بالنفس.. ليرفض التبعية والانقياد ويقود بثبات مصر الحرة. ولتعلم أن وجودك على رأس هذه الوزارة يحملك مسئولية أمام الله وأمام الوطن والتاريخ.. وأن أي تهاون في إنجاز مهمة بناء جيل الثورة، يعتبر خيانة وطنية لا تغفر.. ولتكن البداية بإصدار قرار يمنع وضع أسئلة في الامتحانات ذات صبغة نفاقية للحاكم.. أي حاكم. ثم استئصال شأفة المنافقين والمخبرين الذين يشوهون صورة المعلم المصري كما ينبغي أن يكون.
يا سيادة الوزير. نحن نريد جيلا جديدا يليق بشعار "ارفع راسك فوق.. انت مصري".. نريد جيلا يعيد لمصر عزها وكرامتها.. نريد عودة المصري كما عرفه العالم دائما..نريد جيلا من الأحرار والحرائر..ينهي عصر العبيد في هذا الوطن..وها هي مسئولية كبرى تقع على عاتقك، ينتظر الوطن أن تثبت جدارتك بها؛ فلا تضيع الفرصة.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة قصر الدوبارة
- رجَّع راسك فوق
- الكاذبون!
- عبقرية صناعة الأعداء
- خالد.. بشارة الفجر
- ذكاء هنا.. وأخطاء هناك
- جدع يا باشا!
- إلا شباب الثورة!
- مشاركة القوى اليسارية في الربيع العربي
- أي علاء!.. وأي أم علاء!
- ضابط ابن ناس
- للصبر حدود
- احذروا غضب الشعوب
- متى ترتوون من دمائنا؟
- غضب آخر سوف يجيء!
- علموا أبناءنا في إيطاليا!
- الدبة.. وصاحبها!
- بوادر جولة ثانية
- عصام وحسن ..ورأب الصدع
- حتى الرمق الأخير


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - إكرام يوسف - عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم